رواية ثيزيري

للكاتب سيد احمد حمود

7/2/20231 min read

كتبت تونسي فوزية

ولأن الكراهية تولّد الانتقام ، دوّنت " ثيريزي" على ضوء القمر في ليلة حبرية

بين تمدّده كنسر، وبعنف نقرته بسبابته اليسرى لإسكات الضجيج الصادر عن أول رنات هاتفه، وبين آخر رنّة استفاق بها برجفة منبعثة من فوق المنضدة الخشبية، السيد مفتش التحريات " بوعلام بطاش " يكتب " سيد احمد "

بأسلوب جميل سهل يحدثنا عن أحد تحريات المفتش " بطاش" في ثلاث مئة وست صفحات بخمسة وعشرين باباوبابا بطاش والخيار الصعب

بين دفتيه نجد أن أحيانا الحل الوحيد من الخصام هو الفرار والاختفاء لتخفيف الضغط، وجهة المفتش " بطاش " كانت على متن قطار " وهران" ولأن طريقه نحو الفندق كان معبدا فعلم أن قضية قذرة تنتظره بين جدران " النوبة"

إشارات عدة تنبّئ بوقوع كارثة ما، أولها لقاؤه بـ شخصين تصلهم رسائل مشفرة تهدد استقرارهم النفسي وعلامات الخوف بادية على وجوههم

هنا يحدثنا الكاتب عن كوارث ودماء، عن ظلم وبطش، عن قتل وفتك ، عن رؤوس قُطعتوأيادٍ شلت، يعيدنا الكاتب إلى حالات الرعب التي عاشها المجتمع سنوات التسعينات، يعيدنا إلى نفس رعشات الخوف ودموع الألم ، والتي نسميها نحن " العشرية السوداء" يسميها هو " سنين الجمر"

“ بلقاسم قاسم" الملقب بـ " جبار" و" مريزق الحرابش" المكنّى بـ" أبيمصعب" ، شخصيتان لهما يد فيما حدث في سنوات الرعب تلك. كل الشكوك كانت تتهم صاحب الحروق الذي يشاركهم الرواق نفسه، عدا " بطاش" الذي استبعده من القضية ، ماهي إلا ساعات عديدة حتى يصحو الجميع على دماء " جابر " ، غياب حارسه الشخصي مع " مريزق" فتحت أبواب أخرى في شكوك المفتش، فك بعض الرموز التي استطاع من خلالها " بوعلام" اللحاق بهم إلى وجهتم " ثيزيري" في منطقة بمدينة القبائل، أين يلتقي الفارين بداعي الخوف، " مريزق" بالخوف نفسهوالتهديدات نفسها التي تصله، ما هي إلا ليلة واحدة ويتردى قتيلا

يجمع المفتش شارات أفكاره لإضافتهاإلى أدلة تركها الضحية ، ليكتشف أن القضية قضية انتقام لعائلة " الدرداري " المغدور بها، والكل متورط في قضية الانتقام هذه، لا يوجد حولك سوى أموات، نحن لانعد ناجين، وإنماظلال تدب الأرض قالت صاحب الحروق

تتوارى " ثيريزي" على نافذة المرآة الجانبيةلسيارة الشرطة.

- خذني إلى قسنطينة ولا تخبر أحدابمكاني يقول المفتش " بوعلام بطاش"

هو الكاتب الجزائري سيد أحمد حمود ولد في أواخر السبعينيات بحماسة العروبة ، أحداث عدة لا حصر لها شكلت شخصية الطفل لديه ، ثم المراهق ، حيث كانت هذه العناصر مصحوبة بحساسيته اللاعقلانية أنجبت الرجل الذي أصبح عليه

بعد عبور الصحراء تمكن من العودة إلى حظر الجامعة ومتابعة دراسته في اللغة الفرنسية وتخصصه في علوم اللغة أعطته البيئة الجامعية أدوات لتحسين كتاباته

التي يراها تدافع عما يسميه منظور فهم الكتابة التي تلتمس العقل والمعرفة الثقافية للقارئ ، والتي كانت موضوع أطروحة تخرجه