camarade
seddik hadj-ahmed
7/1/20231 min read


التعريف بالكاتب
هو الكاتب الصدّيق حاج أحمد كاتب جزائري من مواليد عام 1967. أستاذ التعليم العالي لمقياس اللسانيات العامة ولسانيات الخطاب بكلية الآداب في جامعة أدرار، وهو مدير مخبر سرديات الصحراء في نفس الجامعة. فاز بالجائزة التقديرية الوطنية من وزارة الثقافة، حول الكتابة السردية عن الصحراء. أصدر ثلاث روايات: "مملكة الزيوان" (2013)، و"كاماراد" (2016)، و"مَنّا" (2021)
كتبت تونسي فوزية
بين حلم للشمال حيث النعيم والخلاص وآخر بالجنوب حيث الحرمان والخلاص هي مفارقة غريبة على صفحات رواية " كماراد" يعرض من خلالها الكاتب تراتيل شاب نيجيري واعد مامادوا" بقلم المخرج السينمائي الفرنسي " جاك بلوزا""
الكاتب " الصديق حاج أحمد" بأسلوبه الجميل المباشر المهتم بالموضوع أكثر من اهتمامه بالزخرفة يبدع في ثلاث مئة صفحة واثنين وستين، بثمانية عشر فصلا ، يحدثنا عن قيثارة الصدفة في القبر والبعث، عن النفخ في الصور وعن الصراط والمحشر، يحدثنا عن هوامش اللذة والممنوع، الشقاء في النعيم، الغربة والتيه في رهاب طقس الشمال حتى سدرة المنتهى وصولا لفردوس الجنوب المنتظر بعباءة اليسوع بعد الافتتاح برسالة مهاجر إفريقي في بطن الحوت
يلخص الكاتب قصة " مامادو" شاب مسلم يعيش ببيوت طينية بائسة ، مغطاة بأعواد الكرنك أين الأوساخ والقمامة تملأ المكان، بين أطفال نصف عراة، شيوخ خماص ونساء ضامرات، يحيون بأحلام مدفونة على جغرافيا بائسة ببلد صنف كأفقر بلد في خارطة حياة مليئة بالمفارقات
يريد ورفاقه الخلاص من واقع مسدود والمسير في سبل صحراء التهريب وحيل اجتياز الحدود بلا جواز ولا تأشيرة، فضلا عن التاريخ العريق لسقوط الموتى والكسرى من أعلى السياج الشاهق، ناهيك على الرقم الثقيل للغرق في عرض البحر وقعقعة خشب القوارب أثناء الغرق، لكن لاخيار سوى المغامرة مع سماسرة تهريب البشر
هنا يبدأ الكاتب في سرد أحداث المغامرة نحو فردوس النعيم ( القارة العجوز) ، صحراء كبرى تفصلهم عن شمال القارة السمراء، وبما أن الرحلة عدة مراحل في كل مرحلة تتناقص المؤونة فرضت الأعمال الشاقة وورشات البناء، وجهتهم كانت نحو الجزائر كسلعة مهربة، والانطلاقة من "عين قزام"، محطة تمنراست ( باريس ليكماراد" بعدها مدينة أدرار ( روما ليكامراد) ، ثم مغنية ( مالطا ليكامراد) بمحافظة تلمسان الجزائرية، هنا يقدم الكاتب لوحة فنية ثقافية تقليدية عن البلد القارة بتنوع أجناسها ، تقاليدها وتراثها يحدثنا عن الرجل التارقي، عن الكرم الأمازيغي عن الأطباق المتنوعة وغيرها
لنملر و " مامادو" إلى وجدة المغربية ( قبرص ليكمراد) وصولا حتى جزيرة ( لامبيدوز ليكماراد) بمدينة الفنيق قبالة سبتة الاسبانية، حيث في الساحة الكبرى سياج عبروه يعنى فردوس النعيم، لم يكن " ممادو" في يوم حظه فعاد إلى الجنوب المضمر بخاطر مكسور
نقرأ له
أيها الشمال القانط من الجنس الكامارادي الزاحف
أيها الجنوب العربي، المتذمر من عبور شعب ليكاماراد
لا حل لنا من أخطبوط الهجرة ....إلا بخلق فرص نشاط، تثبت هؤلاء الأفارقة المتعبين بخيبات الحياة وانكساراتها ببلدانهم