التفاوض و إدارة الأزمات الدولية

يعرف "التّفاوض" حركيّة مستمرّة - شأنه شأن حياة الإنسان بمختلف مناحيها- وقد تطوّرت أساليبه وغاياته بظهور الدّولة الحديثة، وأصبح آلية محوريّة من آليات إدارة المصالح الخاصة والعامة، واستراتيجية من استراتيجيّات إدارة الأزمات الداخلية والخارجية، باختلاف مستوياتها ومجالاتها، لاسيما بعد الحرب العالمية الثانية وما خلّفته من خسائر بشرية ومادية جسيمة، وكوارث بيئية لا تزال آثارها مستمرة لحدّ اليوم، على غرار القنبلتين الذّريتين اللتين فجرتهما الولايات المتحدة الأمريكية في مدينتي (ناجازاكي) و(هيروشيما) اليابانيتين.

وهو ما تم تناوله في هذه الكتاب من خلال دراسة موضوع "التفاوض" وكيفيات استخدامه في إدارة العلاقات بين الأفراد والجماعات، على مختلف المستويات، لاسيما في "إدارة الأزمات الدولية"، كما تمت دراسة الأزمة الدولية التي نشأت أثناء الحرب الكورية (1950-1953)، والوقوف على خلفياتها وأبعادها، ومختلف الاستراتيجيات التي استخدمت أثناءها.